وصية الشهيد هشام فحص "أمير البحر

بسم الله الرحمن الرحيم "ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم" صدق الله العظيم
الحمد لله قاهر الجبارين ومعز المؤمنين وناصر المجاهدين والصلاة والسلام عل نبي الرحمة وعلى وأله وصحبه أجمعين الى يوم الدين.
والسلام على قائدي ونور مسيرتي ومفجر ثورتي قائدي وسيدي الامام السيد موسى الصدر اعاده الله.
والسلام على حامل الامانة الاخ رئيس الحركة الاستاذ نبيه بري حفظه الباري جل وعلا.
والسلام عليكم يا من تنتظرون يا خير صابرين وما بدلتم تبديلا ايها الاعزاء, في هذا الزمن الرديء والذي بات فيه الضعيف مستسلما ً للباطل والظالم لا يردع عن ظلمه فيسيّر القوانين لمصلحته فيصبح الغاصب الغازي والمحتل للأرض وقاتل الاطفال والنساء والشيوخ حملا ً وديعا ً. والذين يطالبون بحقهم ويدافعون عن ارضهم وعرضهم ومقاومين للمحتلين للأرض يحولهم هذا الزمن الرديء الى غرهابيين متطرفين ويطلق عليهم شتى الالقاب والاوصاف. فأسير العدو تقام الدنيا ولا تقعد للمطالبة به وزج المجاهدين والابرياء في سجن الخيام وممارسة اقسى انواع التعذيب عليهم فيكون السكوت سيد الموقف وكأن المنظمات الانسانية والدولية تحولت للدفاع عن المعتدي ولأدانة المعتدي عليه فأين هم من قول الامام علي (ع) "كونوا للظالم خصما ً وللمظلوم عونا ً"
نعم ايها الاخوة ليس غريبا ً ان تطلق علينا هذه التهم فقبلنا الامام الحسين (ع) امام الثائرين. بأنه خرج عن حده فقتل بسيف جده. وهنا لا فرق بين ذلك العصر وعصرنا فالظالم ظالم.
واذا كان دفاعنا ارضنا تطرفا ومقاومتنا للمحتل الصهيوني تطرفا ً وارهابا ً فنحن ارهابيون ضد المحتل ومتطرفون مع الحق والى جانب اهلنا.
نعم يا اخوتي ايها المنتظرون الصابرون لا بد من وفقة صدق ووفاء للشهداء الذين سبقونا وكما قال الشهيد خليل جرادي "لا تحزنوا على الشهداء بل احزنوا على اولئك الذين يفرون من ارض المعركة". وافضل وفاء للشهداء ان نكون مثلهم. ويجب علينا ان نسمع المحتلين الصهاينة دوي صرخات بلال فحص وحسن قصير واحمد قصير وابو زينب والشيخ راغب حرب وزهير شحادة ومحمد الديراني. وعلينا اعادة مواقف الشهداء القادة "محمد سعد وداوود داوود ومحمود فقيه". علينا ان نذكر اسرائيل بوقفة العز والبطولة في خلدة والضاحية والنبطية والسكسكية ومعركة وطورا وبرج رحال وبدياس وحومين والزرارية وجبشيت وغيرها وغيرها, علينا ان نجعل من حلمهم كابوس ونهارهم ليل علينا ان نجعل من ارض الجنوب والبقاع الغربي بركانا ً جارفا ً وزلزالا ً تميد به الارض تحت اقدام الغزاة وتذكروا بأن النصر حليف المؤمنين المجاهدين المفضلين عند الله وهو القائل:
بسم الله الرحمن الرحيم "الذين قال لهم الناس ان الناس, قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا ً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل".
وعلى اسرائيل ان تعلم بأن دموع الايتام وفزع الاطفال وانين الثكالى وقلق الشيوخ ودماء الشهداء وعذابات الاسرى, لن تمر هكذا فالجنوب امانة يجب ان يحفظ بأمر من الله هذا ما علمنا اياه الامام الصدر, هو القائل فينا "ان شباب أمل هم فدائيو هذه الارض وضمانتها, هم حماة وجنود الوطن وبناء المستقبل".
وهو الذي دفع حريته ثمنا ً لمواقفه لأنه حمل الوطن في عقله وحماه في قلبه, فلن نكون الا سائرين على خطاه.
اخوتي المجاهدين يا من التحفتم السماء وافتراشتم التراب وسهرتم ورابضتم في الثغور. ان شرف القضية يدعونا للوحدة ورص الصفوف ووحدة الكلمة والخوف على المصير. واعلموا بأن هوية المقاومة هي جهاد ابطالها وعنوانها حيث تصل اقدامهم. فيجب علينا ان نجعل مقاومتنا مقاومة عامة بحجم الوطن والامة.
فالف تحية لكم يا ابطال وادي السلوقي وطلوسة ودير سريان ووادي زبقين وسجد يا ابطال الجنوب وكل لبنان.
اخوتي : احفظوا الامانة ايها الصابرين المنتظرين لأمر الله واحفظوا خط المسيرة وعزيمة الزاهدين بهذه الدنيا الزائلة.
واجعلوا دائما ً من قلوبكم عرشا ً للرحمن.
واحفظوا الأمانة التي وضعها الامام الصدر فينا وهي حركة الانبياء حركة أمل واحفظوا المقاومة والمقاومين في سبيل تحرير الارض. وتذكروا بأن موعدنا الصبح اليس الصبح بقريب.
الى الاجساد التي تناثرت اشلاؤها ولم يحوها قبر ولا كفن, فصدقت ما عاهدت الله عليه وعملنا بقلب هادىء ونفس مطمئنة وروح فرحة وضمير يأمل رضوان الله سبحانه وتعالى.
اوصيكم اولا ً وقبل كل شيء بتقوى الله وبالصلاة التي من اجلها نقاتل اعداء الله والاسلام اوصيكم بالقرآن الكريم, والاسلام والجهاد والشهداء اوصي أهلي امي الحنونة وأبي وأخوتي واخواتي ان لا يحزنوا عندما يسمعوا نبأ شهادتي.
بسم الله الرحمن الرحيم" ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا ً بل أحياء عند ربهم يرزقون" صدق الله العظيم
وأمل بنصر الله

السلام على موج البحر الذي تزين بقاني دمك الطاهر
السلام على جسدك الطاهر الذي رسم مدىً جديداً للإستشهاد
ها أنت ونحن نلتمس الحنين للصدر المغيب فمنا من إختار قلمه لكتابة شوقه إليه وأنت إخترت جسدك المتشظي حباً به لتعبر إليه عبر العصور والسراب
وتبقى أمل عنواناً يلاحقنا كسنونو الربيع كلما إشتاقت عيوننا للإمام
مشكورة أختي الفاضلة
بارك الله فيكي