هل سنلقاك

للدموع التي تلامس الحنين بشوق كلما نثر الليل إسمك بين صمته وكلام الظلام
للحلم الذي يختزل ساعاته من مدار الزمن ليرسمك ذكرى جديدة في أبجدية السنين
للطيور التي أضناها التعب وهي ما تزال تسبح في سماء الله بحثاً عنك وعن بسمة الوطن الضائع
للغياب الذي يشرب كبرياءه بصمت من محيط الجنون ليبقى متربعاً بكل فخر على عرش الأحزان
للحب الذي نُحِر فؤاده على مقصلة الألم عندما حاول أن يتجاوز الواقع ليلقاك في المجهول
للشهيد الذي إلتحف التراب في لحظة حرب ولسان حال شظايا جسمه يقول لن تموت أمة زرع فيها الصدر أمل
للفجر الذي توضأت نجومه في محراب العشق وأقامت على تراتيل الوداع صلاة عودتك المنشودة
للقلب الذي ينبض لقاءك قرب لحظات الوجع ويرتشف همسة شفتيك من ثغور النسيان
للروح التي تواسي ذكريات الماضي وتبلسم جرح الغياب كلما عصف العمر برياح آب
لكلمات الإشتياق التي يئن حبرها نزيفاً قرب سطور غربتك وتكتب شوقها إليك على مسودة الخلود
للورد الذي يتوسل راحتيك لتقبل رياحين عطره المسجون كلما هب في أوراقه نسيم الحنان
للهدوء الذي إختبأ في متاهات الخيال فأنت بعيد وعقارب العواصف تطارد كون الفرح بين حين وحين
للطفولة التي أينعت شيخوخة شغف إليك و التي كلما عانقها البعد عنك غزاها شيب اليأس من كل حدب وصوب
للوطن الذي يسترق قوافل ماضيه معك ليستمد العزيمة والصبر في كل لحظة ضعف وإستسلام
للوقت الذي بسيفه يقطع أوصال اللقاء كلما زرعنا في صحارى الوفاء أننا شعب لن يملَّ الإنتظار
للوهم الذي يثور في صدى الوداع ويتلاعب بالعقول حيثما إقتربنا من اللحاق بقطار الذكريات
للدهر الذي يسرق نهار جفوننا من فضاءات النداء كلما حاولت المقل مناداتك عبر زخات المطر

ها هم يا سيدي ونحن ..
نقف أمام أبواب السنين نبكي موعدنا بك وأنين حنيننا يحاكي عينيك العودة
فمتى تعود..؟
مراكب الموت قد أبحرت في بحار أيامنا كي تصل إلى شواطئ القلوب
فهل سنلقاك أم سنبقى برسم الحياة حقيقة يغتالها السراب وشمسٌ تحتضر الغروب
هل سنلقاك

الله يرجعه بالسلامة
مشكور اخي الحركي على طرحك