أمل المحرومين
أمل المحرومين





.
أمل المحرومين
أمل المحرومين





.
أمل المحرومين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أمل المحرومين

غيبوك في ظلمة نفوسهم وما أدركوا اننا شعب الانتظار
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابة*البوابة*  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 فضائل خديجة الطاهرة عليها السلام

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أمل المحرومين
المديرة العامة
المديرة العامة
أمل المحرومين


العمر : 33
انثى
عدد المشاركات : 531
مستوى النشاط : 1037

الاهداء
الاهداء:
فضائل خديجة الطاهرة عليها السلام أمل نور لمن اهتدى ونار لمن اعتدى0/0فضائل خديجة الطاهرة عليها السلام أجمل هدية من رب البرية اني موالية حيدر وشيعية  (0/0)

فضائل خديجة الطاهرة عليها السلام Empty
مُساهمةموضوع: فضائل خديجة الطاهرة عليها السلام   فضائل خديجة الطاهرة عليها السلام Icon_minitimeالجمعة فبراير 05, 2010 1:20 pm

في فضائل خديجة الطاهرة عليها السلام

قال أصحاب الحديث والسير : إن فاطمة ( عليها السلام ) لم تعش مع أمها خديجة الطاهرة أكثر من خمس سنين وهذه الفترة الوجيزة لم تقع لها الفرصة الكافية للبقاء واللقاء معها ، ولعلها تأست في ذلك بأبيها الذي حرم من لقاء أبيه عبد الله ، والبنات يشعرون باليتم من موت الأمهات كما يشعر الأولاد باليتم من موت الآباء ، ففاطمة ( عليها السلام ) شابهت أباها من هذه الجهة أيضا ، وسنذكر في هذه الخصيصة الخاصة بخديجة الطاهرة من الصحيفة الفاطمية شيئا عن علو قدرها وجلالة مقامها ، ففي ذكرنا لسيدة النسوان سرور زوجها وبنتها وأولادها الطاهرين ، وإني أعلم أن سرورهم ورضاهم يوجب مغفرة الذنوب ويجلب رضا الله سبحانه .

فأقول : اللهم صل وسلم على هذه المرأة الجليلة ، النبيلة ، الأصيلة ، العقيلة ، الكاملة ، العاقلة ، الباذلة ، العالمة ، الفاضلة ، العابدة ، الزاهدة ، المجاهدة ، الحازمة ، والحبيبة لله ولرسوله ولوليه ، المختارة من النساء ، والصفية البيضاء ، حليلة الرسول ، وأم البتول ، صفوة النسوة الطاهرات ، وسيدة العفائف المطهرات ، أفضل أمهات المؤمنين ، وأشرف زوجات الرسول الأمين ، وأول من آمنت من النساء ، وأسبقهن إلى عبادة رب الأرض والسماء ، سيدة النسوان ، وخاصة الرسول ، وخلاصة الإيمان ، أصل العز والمجد ، وشجرة الفخر والنجد ، السابقة إلى الإسلام والدين في العاجلة والأخرى ، مولاتنا وسيدتنا أم المؤمنين خديجة الكبرى ( عليها السلام ) .

إعلم ; إن السيدة المحترمة خديجة هي بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشية الأسدية ، وأمها من الفواطم التسع ، وهي فاطمة بنت زائدة بن الأصم ينتهي نسبها إلى عامر بن لؤي .

قال الشيخ صاحب الوسائل في منظومته :

زوجاته خديجة وفضلها * أبان عنه بذلها وفعلها

بنت خويلد الفتى المكرم * الماجد المؤيد المعظم لها

من الجنة بيت من قصب * لا صخب فيه لها ولا

نصب وهذه صورة لفظ الخبر * عن النبي المصطفى المطهر

والحق أن الخديجة ( عليها السلام ) بذلت من همتها واهتمامها في خدمة الرسول في صدر الإسلام ما يعجز عنه الوصف ، ويقصر عن بيانه اللسان والبنان .

وهي أول امرأة تزوجها النبي ( صلى الله عليه وآله) في مكة المعظمة ، ولم يتزوج بأخرى ما داحت حية ، وتزوج بعد وفاتها باثنتي عشرة امرأة ، وتوفي ( صلى الله عليه وآله) عن تسع من أمهات المؤمنين ، أفضلهن بعد خديجة أم سلمة ، ثم ميمونة بنت الحارث ، وهي المبشرة بالجنة - كما في الحديث المعتبر - ، وأربع نسوة من بني هلال ، وأسماء بنت عميس الخثعمية زوجة جعفر بن أبي طالب ، وأختها سلمى زوجة حمزة بن عبد المطلب ، وأم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب المعروفة ب‍ « هند » ، والغميصاء أم خالد بن الوليد ، وعز الثقفية ، وحميدة .

وروى الشيخ الطوسي والشيخ المفيد عليهما الرحمة : أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تزوج خديجة بكرا ، والمشهور أنها عرفت زوجين قبل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أحدهما : عتيق بن عائذ المخزومي ، والآخر : أبو هالة الأسدي ، أنجبت للأول بنتا ، وللثاني ولدا اسمه « هند » رباه النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم تزوجها النبي ( صلى الله عليه وآله ) وهو ابن خمس وعشرين سنة ، وبقيت في خدمته أربع وعشرين سنة وشهرا ، وأمهرها اثنتي عشرة أوقية ونصفا وهو مهر باقي نساءه ، أم سلمة ، وميمونة ، وزينب ، وصفية ، وجويرية ، وأم حبيب ، وسودة ، وعائشة ، وحفصة.

أما بنات خديجة ففيهن ثلاثة أقوال : الأول : إنهن بنات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

الثاني : إنهن من زوجيها السابقين .

الثالث : إنهن بنات أختها هالة ، توفيت وهن صغار ، فكفلتهن خديجة حتى كبرن ونسبن إليها .

وهذا القول خير دليل على بكارة خديجة عند زواجها برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وقد ذهب إليه أعلام الشيعة المذكورين وجماعة من علماء السنة ، والقول به يرفع الكثير من الإشكالات والمحاذير ، وهو لا يعارض المذهب الحق . ويمكن أن يقال : إن خديجة ولدت في هذه الفترة ستة أبناء أو أربعة ، وقد ذكرت أسماؤهم في كتب التاريخ والسير وكانت فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) آخرهم ، ماتوا كلهم ودفنوا في مكة إلا تلك المخدرة ، ولا يستبعد أن تكون خديجة أكبر من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سنا ، وأنها عاشت أربعا وستين عاما ، وإن كان المشهور خلاف ذلك . ولكن طرح قول الشيخين العلمين المعتمدين بعيد عن الإحتياط ومفارق لنهج الصواب .

وعلى أية حال ، فمن نظر في كتب أهل السنة رأى أنهم يروون الكثير في فضل عائشة ومناقبها ، ومع ذلك فإنهم يقولون بأن خديجة أفضل منها ومن سائر زوجات النبي ، بل يفضلونها على نساء العالم ، بل يروون أحاديث عن عائشة عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) في جلالة قدرها وعلو شأنها ، مع ما كانت عليه عائشة من الحسد والغيرة والخصومة لخديجة ( عليها السلام ) .

والأفضل أن نروي ما رواه المخالف لإثبات قول المؤالف وصدق دعاويه : الخبر الأول : روى أحمد بن حنبل والطبراني عن أنس أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : « خير نساء العالمين أربع : مريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، وآسية امرأة فرعون .

الثاني : أخرج الترمذي في صحيحه أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : خير نسائها خديجة بنت خويلد ، وخير نسائها مريم بنت عمران .

الثالث : روى أحمد والطبراني والحاكم عن ابن عباس عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، ومريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون .

الرابع : روى الحاكم عن عائشة عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : سيدات أهل الجنة أربع : مريم وفاطمة وخديجة وآسية .

الخامس : روى عن حذيفة عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : خديجة سابقة نساء العالمين إلى الإيمان بالله وبمحمد .

السادس : روى في الصحيحين عن أبي هريرة قال : أتى جبرئيل النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا رسول الله هذه خديجة قد أتتك معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب ، فإذا هي أتتك فاقرء عليها السلام من ربها عز وجل ومني ، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب .

والصخب : رفع الصوت ، والنصب : التعب ، والقصب : قصب الذهب .

وقال الجوهري : القصب : بيت من جوهر . وقال صاحب النهاية في غريب الحديث : القصب لؤلؤ مجوف واسع كالقصر المنيف .

السابع : روى البخاري في صحيحه عن عائشة قالت : استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فعرف استئذان خديجة ، فارتاع لذلك فقال : اللهم هالة ؟ ! قالت : فغرت فقلت : ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر قد أبدلك الله خيرا منها ؟ ! فقال : والله ما رزقت خيرا من خديجة ، آمنت بي حيث كذبني الناس ، وأعطتني حيث منعني الناس ، وكانت من أحسن النساء حجالا ، وأكملهن عقلا ، وأتمهن رأيا ، وأكثرهن عفة ودينا وحبا ومروة ومالا .

وكانت عائشة غالبا ما تذكر خديجة بسوء وتنال منها .

الثامن : روى عن محمد بن إسحاق - وهو من أهل الخلاف - قال : كانت خديجة أول من آمن بالله ورسوله وصدقت بما جاء من الله ووازرته على أمره ، فخفف الله بذلك عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكان لا يسمع شيئا يكرهه من رد عليه وتكذيب له فيحزنه ذلك إلا فرج الله ذلك عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بها ، إذا رجع إليها تثبته وتخفف عنه وتهون عليه أمر الناس ، حتى ماتت رحمها الله .

التاسع : روى في « نزهة المجالس ومنتخب النفائس » للشيخ عبد الرحمن الشافعي : إن جبرئيل أتى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا محمد ! ما نزلت من عند سدرة المنتهى إلا ويقول الله تعالى : سلم على خديجة .

فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الله السلام ومنه السلام وإليه يعود السلام وعلى جبرئيل السلام .

العاشر : وفي الكتاب المذكور عن معاذ بن جبل : لما مرضت خديجة مرضها الذي توفيت فيه ، دخل عليها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال لها : بالكره مني ما أرى منك يا خديجة ، وقد يجعل الله في الكره خيرا كثيرا .

أما علمت أن الله قد زوجني معك في الجنة مريم بنت عمران وكلثم أخت موسى وآسية امرأة فرعون . قالت : وقد فعل الله ذلك يا رسول الله ؟ قال : نعم ، قالت : بالرفاء والبنين .

وقد ذكر أحد علماء العامة عبارة فيها الكثير من المدح ، قال : ويكفي خديجة فضلا أن فاطمة كانت في بطنها . وذكر البوصيري صاحب قصيدة البردة في قصيدته الهمزية - التي شرحها ابن حجر وطبعت هذه الأيام في القاهرة قصة لم أرها في كتب الشيعة :

ورأته خديجة والتقى والزهد * فيه سجية والحياء

وأتاها أن الغمامة والصرح * أظلته منهما أفياء

وأحاديث أن وعد رسول الله * بالبعث حان منهما الوفاء

فدعته إلى الزواج وما أحسن * ما يبلغ المنى الأذكياء

وأتاها في بيتها جبريل * ولذي اللب في الامور ارتياء

فأماطت عنهما الخمار لتدري * لهو الوحي أم هو الإغماء

فاختفى عند كشفها الرأس * جبرئيل فيما عدا أعيد الغطاء

واستبانت خديجة أنه الكنز الذي * حاولته والكيمياء

وروى العامة أن خديجة قالت لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك ؟ ! قال : نعم ، قالت : فإذا جاء فأخبرني ، فجاء جبرئيل ( عليه السلام ) فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لخديجة : يا خديجة هذا جبرئيل قد جاءني ، قالت : قم يابن عم فاجلس على فخذي اليسرى ، فقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فجلس عليها ، قالت : هل تراه ؟ قال : نعم ، قالت : فتحول فاقعد على فخذي اليمنى فتحول ، فقالت : هل تراه ، قال : نعم ، قالت : فاجلس في حجري ففعل ، قالت : هل تراه ؟ قال : لا ، قالت : يابن عم أثبت وابشر ، فوالله إنه لملك وما هو بشيطان .

فانطلقت خديجة حتى أتت ورقة بن نوفل - ابن عمها - فقال ورقة : يا خديجة لقد جاء الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى ثم قام وقبل رأس النبي ( صلى الله عليه وآله ) .

ويستفاد من أحاديث الشيعة وأخبار السنة أن خديجة كانت عالمة بكتب الرواية المعروفة ، وأنها كانت معروفة - من بين نساء قريش - بالعقل والكياسة إضافة إلى كثرة المال والثراء والضياع والعقار والتجارة التي عرفت بها ، وكانت تدعى منذ ذلك الحين بـ‍ « الطاهرة » و « المباركة » و « سيدة النسوان » ، بل إنها كانت ممن ينتظر خروج النبي ( صلى الله عليه وآله ) ويعد له عدته ، ولطالما سألت « ورقة » وغيره من العلماء عن علائم النبوة .

وكان أول ما طلبته من النبي ( صلى الله عليه وآله ) حينما التقت به الكشف عن خاتم النبوة .

وقد تبين - في الجملة - في حديث حنة أم مريم مدى الجمال والجلال والكمال والإفضال التي كانت لخديجة ( عليها السلام ) .

ولقد كانت خديجة مؤمنة راسخة الإيمان ، ثابتة الجنان ، مستعدة لقبول الإيمان ، وقد روي أنها آمنت بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) في عصر اليوم الذي بعث فيه وصلت معه ، وروى الشيعة أن النبي بعث يوم الاثنين فآمن به علي ( عليه السلام ) نفس ذلك اليوم ، وأظهرت خديجة الإيمان يوم الثلاثاء .

وفي الخبر : إنها أول من آمن بالله ورسوله وصدقت بما جاء به .

قال أبو عمرو والحاكم بن عتبة : هي أول من آمن وعلي أول من صلى إلى القبلة .

وفي النهج : وقال علي ( عليه السلام ) : « ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله وخديجة وأنا ثالثهما ، أرى نور الوحي والرسالة ، وأشم ريح النبوة ، ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه فقلت : يا رسول الله ! ما هذه الرنة ؟ فقال : هذا الشيطان قد آيس من عبادتك ; إنك تسمع ما أسمع وترى ما أرى إلا أنك لست بنبي ، ولكنك وزيري ، وإنك لعلى خير » .

فصل فيه فضل إن من مفاخر خديجة ( عليها السلام ) ومناقبها المخفية على أغلب الخواص والعوام قبولها ولاية أمير المؤمنين وإمامة أولاده الأمجاد المعصومين ( عليهم السلام ) ، مع أنها لم تكن يومها مكلفة بقبول الولاية ، بمعنى أن هذا التكليف لم يكن فرضا واجبا إلا بعد وفاة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، وذلك إنها سمعت - بأذنها - بإمامة الأئمة الطاهرين من أبناءها المعصومين يوم ولادة فاطمة حينما ذكرتهم واحدا بعد واحد ، فعرفت بذلك مقام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ومنزلته ، وكانت تسعى جاهدة من أجل تنفيذ ما سمعت وإنجازه وإنجاحه ، والأفضل أن نروي هنا حديثا سارا ورد عن طرق الشيعة الإمامية ; لتتضح - لبعض الغافلين - كمال الكمالات التي تمتعت بها خديجة سلام الله عليها .

روي أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دعى خديجة ( عليها السلام ) وقال لها : « إن جبرئيل عندي يقول لك إن للإسلام شروطا وعهودا ومواثيق : الأول : الإقرار بوحدانية الله جل وعلا .

الثاني : الإقرار برسالة الرسول . الثالث : الإقرار بالمعاد والعمل بأحكام هذه الشريعة .

الرابع : إطاعة أولي الأمر والأئمة الطاهرين واحدا بعد واحد ، والبراءة من أعدائهم ، فصدقت خديجة بهم واحد بعد واحد وآمنت بالرسول ( صلى الله عليه وآله ) فأشار إلى علي ثم قال : « يا خديجة ! هذا علي مولاك ومولى المؤمنين وإمامهم بعدي » .

ثم أخذ العهد منهما ، ثم وضع علي يده فوق يد رسول الله ، ووضعت خديجة يدها فوق يد علي فبايع لعلي .

وكذا روي عن الصادقين الباقرين ( عليهما السلام ) في حمزة سيد الشهداء : أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) دعاه عشية شهادته في أحد إلى بيعة أمير المؤمنين وأبناءه الغر الميامين من أولهم إلى قائمهم ( عج ) أرواحنا له الفداء ، فقال حمزة : آمنت وصدقت ورضيت بذلك كله ، وكان الرسول ( صلى الله عليه وآله ) قد دعا عليا وحمزة وفاطمة في حديث طويل أخرجه السيد ( رحمه الله ) .

وبهذا يتضح معنى قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « ما كمل من النساء إلا أربعة أولهن خديجة » لأن تلك المخدرة آمنت بأصول الدين وفروعه وأحكامه واحدة واحدة ، وآمنت بروح الأصول والفروع كلها ، وآمنت بالميزان الذي به تقبل وترد الأعمال والعقائد ، حيث أنها آمنت بإمامة الأئمة ( عليهم السلام ) في وقت لم تك خديجة بعد مكلفة بها ، نظير إيمان فاطمة بنت أسد حينما جلس الرسول ( صلى الله عليه وآله ) على شفير قبرها وقال لها : « ابنك ابنك علي ، لا جعفر ولا عقيل » مع أنها لم تكن مكلفة بعد بقبول الإمامة .

ونظيره ما روي في البحار أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : إذا سأل نكير ومنكر في القبر من فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) عن إمامها فإنها تقول : « هذا الجالس على شفير قبري بعلي إمامي : علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) » .

وهذه المقامات خاصة بالأولياء الكاملين من أهل هذا البيت ، حيث تكون الولاية فرض وحتم على فواصلهم ، وإن كانت متأخرة عنهم ; لأنها شرط كمال الإيمان ، وبدونها تكون الشريعة قالبا خاويا لا روح فيه وكلاما فارغا لا معنى له .

ولهذا نزل يوم الغدير - عند تنصيب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للخلافة - قوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم ) وقوله تعالى : ( فإن لم تفعل فما بلغت رسالته ) والآيتان تشهدان لنا نحن الشيعة الإمامية . الحاصل : لقد أودع الله في تلك الذات القدسية - يعني ذات خديجة المقدسة ( عليها السلام ) - ودائع نفيسة وذخائر شريفة لم يودعها - في ذلك الزمان - في ايحاءات أخرى من سكان السماوات والأرض ; وأعظم تلك الودائع الجوهر الثمين لولاية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) حيث أنها آمنت وصدقت بها قبل الإعلان عنها وقبل خروجها من القوة إلى الفعل ، وبذلك سبقت خديجة إلى الإيمان بجميع مراتبه ومقاماته وتفصيلاته ، وهذا المستوى من الإيمان الكامل لم يتيسر لعموم الناس ، لأن أمر الإمامة كان مخفيا على أهل ذاك الزمان إلى يوم غدير خم ، حيث رفع عنها الستار بعد نزول قوله تعالى : ( والله يعصمك من الناس ) فبشرت النبي ( صلى الله عليه وآله ) برفع الخوف ودفع أذية القوم ، وعندها صار قوله تعالى : ( فإذا فرغت فانصب ) عليا حكما منجزا .

ويكفي خديجة شرفا أنها عاشت مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) أربعا وعشرين سنة ، فلم يختر عليها امرأة حتى ماتت ، فلما هاجر ( صلى الله عليه وآله ) تزوج في فترة وجيزة عدة زوجات وظل يلهج باسم « خديجة » ويترحم عليها ويستغفر لها ويحترم أرحامها ويقربهم ولم يغفل عن ذكرها أبدا ، وكان يرى في فاطمة حنان أمها وحبها وودها وإحسانها فيلزمها ويحبها ويقبلها ويتذكر فيها أمها .

وفي الخبر أن فاطمة امتنعت يوما عن الطعام وقالت لا آكل حتى اعلم أين أمي خديجة ، فنزل جبرئيل الأمين وقال : إن خديجة في الجنة بين آسية وسارة .

الخلاصة : لقد وفقت خديجة لخدمة ابنتها فاطمة الزهراء ، وتزودت من تلك الروح الغالية مدة خمس سنين ، ثم توفيت في السنة العاشرة من البعثة ، على الرواية المشهورة ، وقارنت وفاتها وفاة أبي طالب ، فسمى الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ذاك العام بـ‍ « عام الحزن » ثم هاجر النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعد ثلاث سنوات من وفاتها إلى المدينة المنورة .

وكان عمر خديجة عند وفاتها خمسة وستون عاما - على ما ذكر - وكان عمر فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) عند الهجرة ثمان سنوات حيث بقيت في مكة ثلاث سنين بعد وفاة أمها .

وروى في ذيل قوله تعالى ( ووجدك عائلا فأغنى ) أن الله من على نبيه وأغناه بأموال خديجة ( عليها السلام ) .

وقد وردت الأخبار عن العامة والخاصة في كثرة أموال خديجة ، حتى قال العلامة المجلسي في المجلد السادس من بحار الأنوار أنه « كان لخديجة في كل ناحية عبيد ومواش ، حتى قيل : إن لها أزيد من ثمانين ألف جمل متفرقة في كل مكان » وكانت خديجة أميرة عشيرتها وسيدة قومها ووزيرة صدق لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فكانت كأنها الملكة في الحجاز وأطرافها ، لكثرة ما كانت تملكه من المواشي والخدم والحشم والضياع والعقار والأملاك والأموال والتجارة والعبيد والإماء والجواهر الغالية والذهب والفضة ، وقد قدمتها جميعا - وهي في غاية الرضا والإمتنان - إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) خصوصا خلال فترة الحصار في شعب مكة ، حيث استمر ثلاث سنوات منعت قريش القوت والإمداد عن بني هاشم ، فكانت خديجة تغدق عليهم بكل سخاء ، وتنفق على تلك الجماعة من الرجال والنساء من بني هاشم ومن الحراس والحفظة الذين كانوا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكان الربيع بن العاص صهر خديجة على بنتها يحمل الحنطة والتمر على الإبل ويبعث بها إليهم تحت جنح الظلام ، حتى نفذت ذخائرهم ولم يبق لهم شئ ، وآل أمرهم إلى أن قنعوا بثوب واحد يستر عوراتهم . وهكذا كانت خديجة ( عليها السلام ) مؤمنة حقا ، آمنت بنبي آخر الزمان بالقلب واللسان والمال والجنان .

نعم ; لقد ساوى بذل خديجة ( عليها السلام ) سيف علي ( عليه السلام ) في الإسلام ، وتساويا من قبل في السبق إلى الإسلام ، وفي هذا من الشرف ما يكفي خديجة ( عليها السلام ) ، علاوة على أنها قامت عن بنت كفاطمة ( عليها السلام ) ، وبها تشرفت على نساء العالمين .

وقبل نزول الأجل وحلول زمن الفراق والتوجه إلى العالم الأعلى ظهرت لخديجة الطاهرة من مبدأ المراحم الإلهية الخاصة ، من الألطاف والمراحم ما لا يعد ولا يحصى حتى كانت مسلية لخاطر النبي الرؤوف .

ومنذ البعثة والنبوة لم يقبض عزرائيل وعماله روح أحد له تلك الألطاف المتواترة والأفضال المتكاثرة ، ولم يكن يومها على وجه الأرض امرأة بل حتى رجل بصلابة الإيمان وحسن الإسلام الذي كانت عليه خديجة .

حيث كان في ذلك الزمان أربعة نفر ; رجلان وامرأتان من كل ما أظلته السماء من شيوخ وشبان ورجال ونسوان ، كانوا أركان العالم وقوام الشرع ، أما الرجلان فأمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) وأبوه أبو طالب الذي توفي في عام الحزن ، وأما النساء فخديجة الطاهرة وبنتها فاطمة المطهرة .

والآن انظر إلى ما داخل السيد المختار من فقدان هذين الركنين .

والرواية المشهورة على أن ملائكة الرحمة جاءت بالكفن لخديجة ، وأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) خرج في جنازتها وهو في غاية الحزن ، ونزل في قبرها ووسدها بيده الشريفة في لحدها ، وقبرها المطهر في الحجون من مكة في مقبرة المعلى قبالة قبر آمنة بنت وهب أم النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وقد بني على قبرها قبة سنة سبعمائة وسبع وعشرين ، ولا زال أهل مكة يزورون تلك التربة الزاكية والبقعة السامية لإظهار الخلوص والمحبة ، فينشدون الأشعار وينظمون القصائد ويعلقونها هناك ، ويخرجون يوم ولادة الرسول من بيت خديجة إلى مزارها ، يحتفلون ويبتهجون ، وقد أثبتت التجربة أن زيارتها ترفع الهم وتكشف الغم وتدفع المصائب والنوائب الدنيوية والأخروية ، رزقنا الله محبتها ، وثبتنا على مودتها ، وجعلنا من خيار زائريها ، وخاصة مواليهم إن شاء الله تعالى .

لا يخفى : أن هناك اختلافا شديدا في سنة وفاة أبي طالب وخديجة ، وأيهما المتقدم ؟ فقد ذكر صاحب المناقب أن أبا طالب عاش إلى تسع سنين وثمانية شهور بعد النبوة . وروى في كتاب المعرفة : أن خديجة ماتت بعد أبي طالب بثلاثة أيام .

وقيل : مات أبو طالب قبل خديجة بشهر وخمسة أيام .

فلما ماتا ( عليهما السلام ) حزن النبي ( صلى الله عليه وآله ) حزنا شديدا ، وجلس في بيته إلى أن هاجر إلى الطائف فبقي فيها شهرا ثم عاد إلى مكة ، وكان غالبا ما يعتزل في شعب مكة المعروف بمقبرة المعلى ( شعب أبي طالب ) ، ثم أنه أمر جماعة بالهجرة إلى الحبشة . فنزل قوله تعالى : ( ولقد أرسلنا رسلا من قبلك ) ( فإن تولوا فقل حسبي الله ) .

وفي الحديث : اجتمعت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مصيبتان واشتد عليه البلاء ولزم بيته وأقل الخروج . . .

الخ .

هذا ; وقد استطرفت من أشعار خديجة المروية في المجلد السادس من البحار جملة من الأبيات أحببت ذكرها هنا ، ليطلع القراء على أشعارها المليحة الفصيحة ويعرفوا كمالاتها .

قالت ( عليها السلام ) :

ولو أنني أمسيت في كل نعمة * ودامت لي الدنيا وملك الأكاسرة

فما سويت عندي جناح بعوضة * إذا لم تكن عيني بعينك ناظرة

ومنها :

وقى فرمى من قوس حاجبه سهما * تصادفني حتى قتلت به ظلما

وأسفر عن وجه وأسبل شعره * فبات يباهي البدر في ليلة ظلما

ومنها : جاء الحبيب الذي أهواه من سفر * والشمس قد أثرت في وجهه أثرا

عجبت للشمس من تقبيل وجنته * والشمس لا ينبغي أن تدرك القمرا

وكانت أشعار خديجة بأجمعها في مدح سيد الأنام والتعبير عن حبها وأشواقها ، بل كانت تحكي عشقها له كما في الأبيات الآتية :

قلب المحب إلى الأحباب مجذوب * وجسمه بلهيب النار ملهوب

وقائل كيف طعم الحب قلت له * الحب عذب ولكن فيه تعذيب

كأنما يوسف في كل راحلة * والحي في كل بيت فيه يعقوب

ومنها :

نطق البعير بفضل أحمد مخبرا * هذا الذي شرفت به أم القرى

هذا محمد خير مبعوث أتى * فهو الشفيع وخير من وطأ الثرى

يا حاسديه تمزقوا من غيظكم * فهو الحبيب وما سواه في الورى

ومنها :

ألذ حياتي وصلكم ولقاؤكم * ولست ألذ العيش حتى أراكم

على الرأس والعينين جملة سعيكم * فمن ذا الذي في فعلكم قد عصاكم

وما غيركم في الحب يسكن مهجتي * فإن شئتم تفتيش قلبي فهاكم

ومنها :

كم أستر الوجد والأجفان تهتكه * وأطلق الشوق والأعضاء تمسكه

جفاني القلب لما أن تملكه * غيري فوا أسفا لو كنت املكه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://amal-al-mahroumin.ahlamontada.com
عاشقة الامام علي
مشرفة قسم عالم المراة والطفل
مشرفة قسم عالم المراة والطفل



انثى
عدد المشاركات : 28
مستوى النشاط : 166

فضائل خديجة الطاهرة عليها السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: فضائل خديجة الطاهرة عليها السلام   فضائل خديجة الطاهرة عليها السلام Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 31, 2010 12:02 pm

مشكورة غاليتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فضائل خديجة الطاهرة عليها السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فضائل الامام علي عليه السلام تنكرها الوهابية
» نبذه عن حياة ام البنين عليها السلام
» خطبة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام
» الاقوال في ايام استشهاد الزهراء عليها السلام
» في رحاب ذكرى شهادة سيـِّدة نساء العالمين فاطمة ’عليها السلام ’ الليالي الفاطمية (عظم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمل المحرومين :: الـــقســــــــــــم الاســــلامي :: اهل الرسالة والهدايا-
انتقل الى: