نحمدك اللهم ونشكرك، ربّنا، اله ابراهيم واسماعيل، اله موسى وعيسى ومحمد، رب المستضعفين واله الخلق اجمعين. الحمد لله الذي يؤمن الخائفين، وينجي الصالحين، ويرفع المستضعفين، ويضع المستكبرين، ويهلك ملوكا ويستخلف اخرين. والحمد لله قاصم الجبارين، مبير الظالمين، مدرك الهاربين، نكال الطاغين، صريخ المستصرخين.
نحمدك اللهم ربنا على ان وفقتنا بعنايتك، وجمعتنا بهدايتك، ووحدت قلوبنا بمحبتك ورحمتك. وها نحن نجتمع بين يديك في بيت من بيوت تُنسب اليك، وفي اوقات الصيام من اجلك.
قلوبنا تهفو اليك، وعقولنا تستمد النور والهداية منك، معتبرين انك دعوتنا الى ان نسير جنبا الى جنب في خدمة خلقك، وان نلتقي على كلمةٍ سواء لاجل سعادة خليقتك. فالى بابك اتجهنا، وفي محرابك صلينا.
اجتمعنا من اجل الانسان الذي كانت من اجله الاديان، وكانت واحدة انذاك، يبشّر بعضها ببعض، ويصدّق احدها الاخر، فاخرج الله الناس بها من الظلمات الى النور بعد ان انقذهم بها من الخلافات الكثيرة الساحقة والمفرّقة، وعلّمهم السلوك في سبيل السلام.
كانت الاديان واحدة حيث كانت في خدمة الهدف الواحد دعوة الى الله وخدمة للانسان، وهما وجهان لحقيقة واحدة، ثم اختلفت عندما اتجهت الى خدمة نفسها ايضا، ثم تعاظم اهتمامها بنفسها حتى كادت ان تنسى الغاية، فتعاظم الخلاف واشتد فازدادت محنة الانسان والامه.
كانت الاديان واحدة تهدف الى غاية واحدة، حرب على الهة الارض والطغاة، ونصرة للمستضعفين والمضطهدين، وهما ايضا وجهان لحقيقة واحدة. ولما انتصرت الاديان وانتصر معها المستضعفون وجدوا انّ الطغاة غيّروا اللبوس وسبقوهم الى المكاسب، وانهم بداوا يحكمونهم باسم الاديان ويحملون سيفها؛ فكانت المحنة المتعاظمة للمضطهدين، وكانت محنة الاديان والخلافات فيما بينها، ولا خلاف الا في مصالح المستغلين.
كانت الاديان واحدة تهدف الى غاية واحدة، حرب على الهة الارض والطغاة، ونصرة للمستضعفين والمضطهدين، وهما ايضا وجهان لحقيقة واحدة. ولما انتصرت الاديان وانتصر معها المستضعفون وجدوا انّ الطغاة غيّروا اللبوس وسبقوهم الى المكاسب، وانهم بدأوا يحكمونهم باسم الاديان ويحملون سيفها؛ فكانت المحنة المتعاظمة للمضطهدين، وكانت محنة الاديان والخلافات فيما بينها، ولا خلاف الا في مصالح المستغلين.
كانت الاديان واحدة، لأنّ البدء الذي هو الله واحد، والهدف الذي هو الانسان واحد، والمصير الذي هو هذا الكون واحد. وعندما نسينا الهدف وابتعدنا عن خدمة الانسان، نسينا الله وابتعد عنا، فاصبحنا فرقا وطرائق قدداً، وأُلقى باسنا بيننا، فاختلفنا، ووزعنا الكون الواحد، وخدمنا المصالح الخاصة، وعبدنا الهة من دون الله، وسحقنا الانسان فتمزق.
والآن نعود الى الطريق، نعود إلى الانسان ليعود الله الينا؛ نعود الى الانسان المعذَّب لكي ننجو من عذاب الله. نلتقي على الانسان المستضعف المسحوق والممزق لكي نلتقي في كل شيء، ولكي نلتقي في الله فتكون الاديان واحدة.