القلب هام بمقلتيه فذابا
و الشّعر أسرج يمخر الأعبابا
و العين ترقب طلعة الشّمس التي
غابت و لكن نورها ما غابا
قد أشرقت للحقّ ترسي كيانه
وتحارب الأزلام و الأنصابا
ترسي مبادئ أحمدٍ ووصيّه
وتخطّ ميثاق الهداة كتابا
فأتى الأعارب كي يحاربوا نورها
فالغيّ ساد بأمّة الأعرابا
مكروا ليطفئوا نورها لكنّهم
لم يفلحوا أو يبلغوا الأسبابا
فالصّدر في كلّ القلوب حضوره
وبكلّ أفقٍ ومضةٌ وشهابا
و الصّدر في حقل المزارع شتلةٌ
والصّدر زهر التّبغ و الأعنابا
والصّدر في كتب المدارس محورٌ
والصّدر في فيه الخطيب خطابا
والصّدر في قلم الأديب حكايةٌ
والصّدر في كبد السّماء سحابا
والصّدر في ساح الجهاد رصاصةٌ
والصّدر في أيدي الجنود حرابا
والصّدر في ساري المخيّم رايةٌ
والصّدر مرجٌ أخضرٌ خلّابا
والصّدر في كلّ الصّدور قلوبها
والصّدر نورٌ لا يداني غيابا
والصّدر في كلّ المسامع صرخةٌ
والصّدر كحلٌ يعتلي الأهدابا
والصّدر ظنّوا أن سيُمحى ذكرُهُ
لكنّما ظنّ الأعارب خابا
مكروا و مكْر الله مرصادٌ لهم
والله خير الماكرين جوابا
**********
يا ابن الهداة فدتك روحي و الدّما
جئنا بساحك حشّداً أسرابا
طال الغياب و تاق شعبك للّقا
والحزن عمّنا ساحلاً و هضابا
ما نحن إلّا في كتابك صفحةٌ
حبرَ الحقيقة قد جعلنا خضابا
جئناك من فجٍّ عميقٍ في الضّحى
زحفاً إليك نقبّل الأعتابا
فاضرب عصاك لتفلق البحر الذي
قد حال بيننا قد كفانا عذابا
أقدم لأرضٍ قد توقّد شوقها
فيطيب جرحها و ارتد المحرابا
فبدونك المحراب يشكو يتمه
والشّمع في دير العبادة ذابا
حطّم قيود القدس واطلب ثارها
وأعد ملاحم بدر و الأحزابا
قد عاد مرحب لليهود يقودهم
فانهض كحيدر و اقلع الأبوابا