هذا هو الجنوب
يلم عن ترابه تاريخه المجيد
ويسمع الهتاف من حناجر الطرق
كأن الزمان تقدم في بهائه التليد
ونصره العتيد
رواته القلاع والمدى، والدم والردى
ما أجملك يا جنوب الضياء
في قمة التوهج العظيم
تضيء ما ادلهم من قلوبنا
وتكسر الزمان في مداره الضعيف
وترسل الطيور وتطلق النسيم
وما تراه من صموده ومن ظبى فرسانه
أولاده النسور والهيجاء
وهالة الكبرياء
والنور والبهاء
بناته القصائد المدوية
والقبضة المزلزلة
والثورة المعتقة
ومن فلذات اكباده
قانا، معركة,
بنت جبيل ام الشهداء
جزين صور صيدا
وللنبطية كل الوفاء
مرجعيون حاصبيا وخيام الاباء
شبعا ومزارها ستحررها الدماء
وكل مناطق عاملة والبازورية
مهد سيد المقاومة وابا الشهداء
هذا هو الجنوب
أعشقه من صوته وعطره
من زنده الريفي
رأيته في اليقظة المناسبة
تعبّد الطريق في مداره الخفي
نقي الدماء كالشعاع في المطر
جنوب الشذى والندى والوتر
أعرفه،
من قوافل الفرسان
تهيئ الغيوم للسماء
والوقع للمطر
تهندس الأكف في الزناد
والريح في الحفر
وتبتدئ أعمارنا في عمره
نبي الكفاح، رسول السفر
تاريخه وسامه، هكذا نعرفه
كأنه لا يألف الرقاد والضجر
عيونه الخضراء تقدح البعيد
وترسم السماء بالبصر
جنوب السيوف والرماح
وقبلة النذور للفداء
زيوته الدماء والعرق
ينفر من زنود فتية
من غامض القدر
جنوبنا شعاره في جيده
أعداؤه الجبن والذل والانهزام
والموت من غير نكهة
في قبضة الظلام
والغاصب الدنيء والقادم المحتل
والطغاة والغزاة
والأصدقاء المراعون والأزلام
أقول في محرابه
محيطكم المنكوب ما زال في سرابه
ما زال في حشاشة الأوهام
لكننا نواة شعلة ستوقد الغضب
في امة تعيش عصرها السحيق والمخيف
تعيش دونما حراك، في سكتة الغضب
فما تبصرونه لم يكن رماد اعصار فقط
علمنا الاعادي دروسا في القيم
لقنا المحتل كل العبر
ادينا واجبنا بكل فخر
قدمنا اجسادنا فداء للوطن
حصدنا نصرا لكل العرب
العدو على حدودنا
دائما على حذر
وللشقيق امامنا
كل المحبة والشكر
لبيك جنوب الاحرار
يا منبع الثوار
يا مكللا بالعز والغار