أعيت صفاتُك أهـــــــــــلَ الفكرِ والنظرِ ***** إذ أنت أعظمُ من قولٍ ومن صـــــور
فالناسُ مذ سمعتْ ما أنت أو قــــــرأتْ ***** وهذا بعضُ الذي قــد جاءَ في السير
في شخصك اجتمعت في كنهك اختلفت ***** هل أنت يا سيدي صـــنفٌ من البشرِ
أم أنت شيٌْ يفوقُ العقــــــلَ موقِعـُـــــهُ ***** فصارَ في منتهى الإبهـــام والخطــرِ
قـومٌ نراهـم إذا ما قـيلَ حيـــــــــــــدرةٌ ***** قالوا إلــهٌ وباتَ الســــردُ في الهذرِ
أستغفرُ اللــــهَ مـــــــن ندٍ يُشــــاكلـُــه ***** إن الغلـــوَ سبيلُ النــــارِ والشــــررِ
وآخرون سعوا فـــي وضعِ منقصـــــةٍ ***** من بعدِ ما يئســوا في مجمـــلِ الأثر
مستنقعُ النصــبِ لا يـــأوي إليه سوى ***** من بات في أصــله طعناً من الغِيَــرِ
وشيعةٌ أخلصوا كــــلَ الولاءِ لــــــــــه ***** وعندهم حبُــــهُ من خيرةِ الخيـــــــر
ما قدموه عــــــــلى المختارِ أنمـــــــلةً ***** بل حظـهُ عندهم ما جاءَ في السـورِ
نفسُ النبي ومـــــــن مكنون نبعـــــــتهِ ***** وزوجُ بضعتــــــهِ ووالــدُ الــــــدُررِ
هذا عليٌ وهـــــذا البيـــــتُ مولـِـــــــدهُ ***** قطبٌ عليهِ مـــدارُ السبعـــةِ الزهـرِ
طوبى لأمـــــــــــهِ بنتُ الليث إذ وردت ***** بقلبِ بيتٍ قـــرينِ الحِجــرِ والحـَـجَـرِ
بيتٌ يمـــــــــــوجُ بجنبيــــهِ العبادُ على ***** مرّ العصور دوامَ الشمـــس والقمرِ
بيتٌ بنــــــــــــاه خليلُ اللهِ فارتفعــــــت ***** منه الجلالةُ والإشـــــراق للنظــــــرِ
هذا عليٌ وكـــــــــــــــــان الطهرُ والده ***** سرَ الإله وخيرَ الخــــــلقِ في البشرِ
لولا عليٌ ولــــــــــولا جهـــــدُ والـِـــدِهِ ***** لم تستقم شـرعةُ المبعوثِ من مضر
هذا بمكـــةَ يفديـــــهِ وينصـــــــــــــــرُه ***** والابنُ في طيبــةٍ قـــد سار في الأثرِ
للـــــهِ دَرُكَ من مـــــــولا بصارمــــــهِ ***** دانـت له العـُربُ من بدوٍ ومن حضـر
بدرٌ وأُحــدٌ مع الأحــــــزابِ كــــنت بها ***** قطبَ الرحى ووسمتَ الكفرَ بالكـــدرِ
ويومَ خيبــرَ أثـكلـــــتَ اليهــــود بــــــهِ ***** وفي حنينٍ مـَــزجتَ الحـــقَ بالظفــرِ
وفي الغديرِ حباكَ اللــــــهُ مكـــــــرمـةً ***** فأنت مولاهم رغماً عـــلى الأشـــــرِ
هذا عليٌ فأيُ الصـــحبِ تعــــــــــدِلـُــهُ ***** هيـــا أنبـــئوني بإســـنادٍ من الخـــبرِ
إن قيلَ في أُســــــرةٍ فهو ابنُ بجدتـِـها ***** يُــنمى إلى الذروةِ العُـليا من الشجرِ
أو قيلَ في قـُـربةٍ فهو التقيُ ومـــــــــا ***** نفسُ النبـــــيِّ سـواهُ عـُـدَ في السورِ
أو قيل في غزوةٍ فالحـــربُ كان بهـــا ***** قطباً يُــــمرغ وجـــه الشركَ بالمــدرِ
أذن لمــاذا تركتــــمْ وجه حيـــــــــدرةٍ ***** لوجـــهِ من لا يعي أباً إلـــى البقـــــرِ
قدمتمُ الدونَ هل هـــــــــذي عقولـــكم ***** أم أن في القلبِ شيــــئاً غـــير مغتفرِ
أما رأيتم بأن اللــــــــــــــــــهَ قدمَــــهُ ***** يوم الغـديرِ على مــن شاء في البشرِ
هيا أنبئوني لماذا الصمتُ أخرســـكم ***** حتى رضيتم بأدنى الدون فـي الضررِ
هيا أنبئوني لماذا فاطمةٌ هُضِمــــــت ***** والنارُ فـي بابها تــــــــرتدُ بالشــــررِ
آهلُ الوفا كنتمُ أم أهلُ غدرتـِــــــــها ***** أم فــي سكوتكمُ عــــــذرٌ لمعتــــــــذرِ
أين الألوفُ التي قد طـــالما شهـــدت ***** مدح الرسولِ لأهلِ البيـتِ كالــــــدُررِ
ما بالُها خـَـلُصت في أربعٍ وقفـــــــتْ ***** أم أنها عـُــمِـيتْ عن أوضحِ الصــورِ
يا بن النويرةِ يا سـِــراً وبانَ لــــــــنا ***** لولا ولاؤك ما عانيـــــــــتَ مــن كــدرِ
بل إن رأســـك ما بين الأثافي لــــــه ***** أقصوصــــــةٌ قد حكاها الدهـرُ للعـِبرِ
أهــكذا كان جـرماً حــُـبُ حيــــــــدرةٍ ***** ليــــرويَ المـوتَ دماً سال فــي هدرِ
تواطأ الناسُ في إطفــــــاءِ جـــذوتـهِ ***** حتى النســـاءَ لحرب الطهر في الأثر
يا سيدي إن قلبي عاف غيـــــركــــمُ ***** إذ لا أرى غيـرَكـم كالأنجـــــمِ الزهـرِ
أنتم وصاتُ رســــولِ الله أنبئـــــــــنا ***** بشــــأنها بينـــــــاتُ الذكـــرِ والخبــرِ
إني بحبِ علي والبتــــولِ إلــــــــــى ***** ربِ العبــــادِ سـبيلـي لا مـن الغـِــيـَـرِ
عســى أنالُ من الجبــــارِ مرحمـــةً ***** بها يكونُ ختامُ المـــسكِ في العــمُــرِ
صلى الإلــه على الكـرارِ ما سجعت ***** ورقٌ على فننٍ في مطـــــلقِ الشجـــرِ