القائل : حسين الاكرف
عن : السيد حسن نصر الله
أراك فأسمو في قداسة ما أرى
كأن الليالي جددت فيك حيدرة
سلاماً أبا الهادي على قلبك الذي تناثر في الوادي طيوراً وانهرا"
سلاماً على السن الضحوك إذا اختفت وراء التحدي تشعل الحرف مجمرا"
تناسخت في صلب الجماهير هازئاً بمن حاسبوا صلب الجماهير ابترا
تحرض في الماء الأجنة زارعاً فلسطين في الأصلاب عهداً مطهرا"
فتنمو بطون أمهات ببيعةٍ على العهد تجنيها سلاحاً و عسكرا"
بماذا يجيب العاشقون إذا انتهى بك العشق رمزاً في الأساطير مبحرا"
أقامت حكايات البطولات سورها عليك فلا ألقاك إلا مسورا"
قفزت على سور الحكايات علّني أراك طليقاً من هواها محررا"
وجئتك بالنخل المقاوم مالئاً مساحات روحي عنفوان و مفجرا"
معي قبلات باتساع مجرة من الشوق فمنحني جبينك محورا
تجليت لي في وجه آذار سنبلاً وفاجأتني في كف أيار بيدرا
وكوّرت آلاف المواسم عمتةً على الرأس وارتاحت على زندك القرى
و حفّتك من كل النواحي مهابة تناثر منها العز ورداً معبرا
إذا سقطت في هوة الجوع قريةٌ مددت لها كفّيك خبزاً و زعترا
فقامت تصلي فجر مطمئنةً وتتلو على الأرض الأمان المطهرا
عباءتك امتدت سهولاً شريدةً وجبّتك التفت تراباً مهجرا
مشت خلفك الوديان ممشوخة الخطى صعوداً على متن الجنوب إلى الذرا
وكانت صدى كعبيك في كل خطوة يطير للأقصى حماماً مبشرا
ففاضت من الأجداث كل حضارة معتّقة في قلب لبنان اعصرا
رآك وراء الغيب تجلو كرومها شهيداً شهيداً هادياً بعد اشمرا
أتيتك لم اثمل بكأس كرامةٍ مدى العمر فسكب شهيداً مخمرا
هنا اللغة الفصحى تجاهد بيدي إذا لمعت في إصبع صار خنجرا
خذوا ايها الاحرار كل أصابعي فقد صبت منها للخناجر متجرا
ويا أهل ودي أجروني عذابكم دعوا الود يحيى لو عذاب مأجرا
أريد لقلبي أيؤدي جهاده إذا شد قوساً من هواكم وأوترا