لمواسم عينيك التي تحاكي بأسرارها أنين التراب ووجع السماء
لأنامل يديك التي تمتد بظلالها بساتين غارٍعلى تاج كل الوطن
لبسمتك التي إذا زادنا الحنين إليها تفجرت ينابيع شغفٍ تروي عطش الأحزان
لجسدك الذي يحلو للقمر أن ترسو زوارقه بين بحر القلب وشاطئ الروح
لجنوبك الذي يحتضر على مخدة الألم ودقاته تبكي الحب على مشارف الجنون
لطفولة قانا والعباسية وصور التي يتّمها وتيّمها الشوق الى أباها الصدر والدموع جفت من رحاب ليلها وأطياف نهارها
لزهرة ربيعك في ميس وعروسك الغيداء في الضاحية وسنبلة البقاع التي تنعي شبابها عند عتبات سجنك
لهاني وداوود وبلال.. وكل الشهداء الذين ما زالوا ينتظروك قرب أعراس قبورهم حتى يعبروا من عباءتك إلى صفحات النور
لنبيه بري ..مصحف الحق وحامل الأمانة ..ملاك إختصر بإسمه تواريخ الدنيا وإجتاز حدود الكون إلى ما بعد الخلود
ولقلبه الذي يرتل إسمك مع كل خفقة كي لا تتيه ذكريات المجد عن ساحة حلمك وحتى تبقى أمل شمسك التي لا تغيب
للأفواج التي نسجت دمها أملاً من طهر عمامتك وإستقر نسيم عشقها على ضفاف خديك حتى لا يشيخ البيلسان
للعاملين الذين يبذلون العرق فرحاً على جفون الأرض والفلاحين الذين يكتبون إسمك كل صباح بمناجلهم فوق شموخ شتلة تبغ
للأمهات التي تزفك عريساً على دفاتر وكتب أترابها والآباء الذين صاغوا من كلماتك جوهرة المعرفة بعدما كانوا بقايا جثثٍ هامدة للحرمان
إليك يا سيدي منهم ألف سلام وسلام
..وحتى موعد اللقاء بك سيبقى عهدنا الوفاء عنوان الأيام
وحتى موعد اللقاء بك سيبقى عهدنا الوفاء عنوان الأيام